روسيا وتركيا.. خلاف أم توافق في سوريا؟

لطالما كانت العلاقة بين روسيا وتركيا في سوريا علاقة معقدة ومتشابكة، تتأرجح بين التوافق الظاهري والخلافات الجوهرية. فمنذ التدخل الروسي المباشر في سوريا عام 2015 لدعم نظام بشار الأسد، واجهت موسكو أنقرة التي تدعم فصائل معارضة مختلفة، مما أدى إلى مواجهات مباشرة وغير مباشرة بين الطرفين.

يقدم هذا المقال، مستوحى من فيديو اليوتيوب المعنون روسيا وتركيا.. خلاف أم توافق في سوريا؟ | ملف_اليوم، تحليلاً للعوامل التي تحكم هذه العلاقة المتضاربة. يستكشف الفيديو بعمق المصالح المتقاطعة والمتنافسة لكلا الدولتين في سوريا، وكيف تؤثر هذه المصالح على مسار الحرب الأهلية السورية وعلى مستقبل المنطقة ككل.

أحد أهم جوانب العلاقة الروسية التركية في سوريا هو التنافس على النفوذ. تسعى روسيا إلى الحفاظ على نظام الأسد كحليف استراتيجي في المنطقة، وتوسيع نفوذها في البحر الأبيض المتوسط. في المقابل، تسعى تركيا إلى منع قيام دولة كردية مستقلة على حدودها الجنوبية، وتأمين مصالحها القومية في شمال سوريا. هذه الأهداف المتضاربة تؤدي بشكل دوري إلى تصعيد التوتر بين البلدين.

إلى جانب التنافس، هناك أيضًا مناطق توافق بين روسيا وتركيا في سوريا. فكلا الدولتين تسعيان إلى مكافحة الإرهاب، على الرغم من اختلافهما حول تعريف الجماعات الإرهابية. كما أنهما تعملان معًا في إطار عملية أستانا للسلام، التي تهدف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

مع ذلك، فإن هذه المناطق من التوافق لا تخفي الخلافات العميقة بين روسيا وتركيا. فمستقبل إدلب، آخر معقل كبير للمعارضة السورية، يظل نقطة خلاف رئيسية. تصر تركيا على الحفاظ على نفوذها في إدلب، بينما تسعى روسيا إلى استعادة سيطرة النظام السوري على المنطقة بأكملها.

في الختام، يمكن القول إن العلاقة بين روسيا وتركيا في سوريا هي علاقة معقدة وديناميكية، تتسم بالتنافس والتوافق في آن واحد. مستقبل هذه العلاقة سيعتمد على كيفية إدارة البلدين لمصالحهما المتضاربة، وعلى قدرتهما على إيجاد حلول وسط للأزمة السورية. يبقى السؤال مطروحاً: هل ستتمكن روسيا وتركيا من تجاوز خلافاتهما والعمل معًا لتحقيق الاستقرار في سوريا، أم أن التنافس سيظل هو السمة الغالبة على علاقتهما؟